الحكمة ومقتضياتها في الواقع المعاصر عنوان خطبة بليغة ألقاها الدكتور عصام البشير في مسجد وقف الفاتح بأسطنبول في: 17جمادى الآخرة 1443هـ الموافق ل 21 يناير 2022م، ولما تحمله من المعاني الحضارية البليغة، ومن قيم التعايش بين الأمم إرتأينا نقل محتواها المسموع إلى نص مكتوب ومقروء لتعم فائدها بين القراء.
اللهم صل وسلم وبارك عليه كل ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وصل عليه في الأولين والآخرين أفضل وأكثر وأزكى ما صليت على أحد من خلقك وأحيانا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ثم أما بعد: يقول الله تعالى في اﻵية الكريمة: {وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ }البقرة :269.
الحكمة في لسان العرب هي المنع من الفساد ومنه قول جرير:
أَبَني حَنيفَةَ أَحكِموا سُفَهاءَكُم
إِنّي أَخافُ عَلَيكُمُ أَن أَغضَبا
ومنه لجام الفرس الذي يُلجم به اذا اشتد في عدوه وأسرع في خطوه، يسمى بالحكم.
والحكمة أشبه شيء بمعنى البلاغة، فالبلاغة في لغة العرب مطابقة الكلام بمقتضى الحال وأن لكل مقام مقال، والحكمة كذلك هي وضع الشيء في أليف مواضعه وأنسب أحواله، وجاءت هذه الكلمة على ضربين في كتاب الله تعالى:
جاءت مفردة: كقوله تعالى: { وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًاً} البقرة :269 وكقوله تعالى: { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} لقمان: 12.
وجاءت عطفاً على الكتاب وعلى فصل الخطاب وعلى الموعظة الحسنة وعلى تلاوة الآيات...
عطفاً على الكتاب: كما في قوله تعالى: { وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} البقرة:129
وعطفاً على الآيات: كما في قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} الأحزاب: 34.
وعطفاً على الموعظة الحسنة: كما في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} النخل: 125
وعطفاً على فصل الخطاب: كما في قوله تعالى امتناناً لما من الله تعالى به على داوود عليه السلام: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ } ص:20
فالحكمة حين تقترن بالكتاب يراد بها البيان لهذا الكتاب {يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}لأن العطف في لغة العرب يقتضي معايرة غير المعطوف والمعطوف عليه.
قال الشافعي رحمه الله: فسمعت من أرْضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أي أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في أبعادها القولية والفعلية والتقريرية جماعها هي بيان لما في كتاب الله تعالى.
وحين تقترن الحكمة بالآيات، فالآيات جمع آية والآية هي العلامة العجيبة، تأتي الآيات بمعنى النذر، التي يخوف بها الله تعالى أولياءه {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفا} وتأتي بالآيات التي بسطها الله تعالى في صفحة الكون المنظور{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}فصلت: 53
وتأتي كذلك الآيات، آيات الكتاب التشريعية التنزيلية، فنحن أمرنا هنا أن نتلو هذه الآيات تدبراً وتفقها وأن نقرنها كذلك بالحكمة.
ثم الحكمة جاءت مقترنة بفصل الخطاب، ذلك الخطاب الذي يقع في موقعه زماناً ومكانا وظرفا وحالا، وهذا يعني أن الحكمة لا تشكل لوناً واحداً، نتعامل به مع الأحداث في كل تقلباتها وظروفها، وإنما نختار الموقف الذي يتناسب مع الحدث زماناً ومكانا وظرفاً وحالا... إذا دعيت لتشهد مناسبة عقد زواج فليس من الحكمة أن تقول { فَإن طلقَها فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} البقرة: 230
فالمقام ها هنا مقام: ﴿ وَمِن ءَايَٰتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُم أزواجا لتسكنوا إليها وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّة وَرَحمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأيَٰت لِّقَوم يَتَفَكَّرُونَ } الروم: 21.
إذا أردت أن تصلح بين أخوين متخاصمين فليس من الحكمة أن تقول: { حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}الزخرف: 38. وإنما مقتضى الحكمة أن تقول {إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}الحجرات:10
إذا بنى أحد المحسنين مسجداً وطلب منك أن تفتتح هذا المسجد فليس من الحكمة أن تقول: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ} وإنما مقتضى الحكمة {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}التوبة: 18 وهكذا...
اذا أردت أن تعزي إنساناً في مصاب عزيز له فليس من الحكمة أن تقول {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيم } يوسف 84 وإنما الحكمة { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} إذ الحكمة هي وضع الشيء في أليق مواضعه وأنسب أحواله.
واقترت الحكمة كذلك بالموعظة الحسنة، الموعظة الحسنة والحكمة حين يجتمعان يعززان مفهوما ينبغي أن يتوافر عليه الخطاب الدعوي وهو أن يزاوج بين اقناع العقول وبين إشباع العواطف وتزكية للروح، فالخطاب العقلي المجرد لا يكاد يحرك كوامل النفوس وكذلك الخطاب الوعظي الذي لا يكون معه ما يقنع العقول بالحجج والأدلة والبرهان يكون قاصرا عن أداء وظيفته، ولذلك زاوج الله تعالى في هذه الآية بين مطلوبات الخطاب الدعوي أن يكون مقنعا للعقول ومشبعا للعواطف، وملهبا للنفوس وملهما كذلك للمعاني ومجددا للعزائم ومستنهضاً للهمم.
هذه الحكمة ذكر الله تعالى أن من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا؛ ولذلك قال نبينا عليه الصلاة والسلام " لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ " والحسد ها هنا الغبطة المحمودة التي يحمد صاحبها ويحمد فاعلها. ومنها الحكمة " وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا "
ما أحوجنا إلى هذه الحكمة ونحن نتأمل في واقع أمتنا المأزوم ما أحوجنا إلى هذه الحكمة ونحن نترسم خطاب المرحلة، الخطاب الذي ندعوا به، ما أحوجنا إلى هذه الحكمة ونحن نجسد أمر العلاقات، سواء كانت هذه العلاقات تتوجه إلى أمة الإجابة وهم أهل الإسلام، أم إلى أمة أهل الدعـوة وهم غير المسلمين الذين نخاطبهم، ما أحوجنا إلى تحري هذه الحكمة ونحن نعيش في بلاد غالبها مسلمون، وما أحوجنا إلى هذه الحكمة ونحن نعيش في بلاد الأقليات التي يكون المسلمون فيها على هامس الحياة ضمن الأغلبية لا تدين بالإسلام دينا، كل هذا يقتضي بالحكمة أن نعمل على أن نُنزل هداية الدين على واقع الناس أفرادا أسرا مجتمعات وشعوبا أن ننزلها وفق هذه الهداية.
ولعل من هذه المعاني التي نحتاج إليها في هذه الديار أن يحرص المسلم أن يكون نموذجا لدعوته، قائما بهذه الحكمة، إن كان في إطار هذه العلاقات وان كان في إطار ممارسة هذه الدعوة.
والدعوة قبل أن تكون أقوالا تنطق بها الألسنة وتبح بها الحناجر، إنما هي أفعال وأحوال نجسدها على واقع الناس، واذا وقع التباين بين ما ينطق به اللسان وبين ما تمارسه الجوارح سلوكا فإن هذا يتنافى مع مقتضى الحكمة ويكون صدا عن سبيل الله.
إذا نصبوا للقول قالوا فأحسنوا
ولكن حسن القول خالفه الفعل
ذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها
افاويق حتى ما يدر لها ثعــل
ان الذي أبقى لأسلافنا الصالحين من الأئمة والعلماء والربانيين والحواريين والهداء، جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين لأنهم جسدوا مضمون هذه الحكمة وكانت دعوتهم بلسان الحال أبلغ منها بلسان المقال فلذلك بقي هذا الأثر حيا إلى نفوس هذه الأديان والى الأديان التي تأتي من بعدها
ينبغي أن يستشعر الإنسان أنه في أية بقعة كان يتعبد فيها لله تعالى- إن كان في هجرة والإنسان في هجرة لا تنقطع ما دام فيه عين تطرف وما دام فيه عرق ينبض وما دام فيه نفس يتصعد - أن يعيش هذه الحكمة في إطار العلاقات وفي إطار مقتضيات الدعوة ألا يقع الخلف بين الأقوال والأفعال بينما تكون الأقوال والأفعال هي دالة على الأقوال بمقتضى السلوك.
الأمر الثاني: من مقتضيات هذه الحكمة أن لا نسوق ميراث الأمراض والعلل التي أصابت العالم الإسلامي ومجتمعاتنا، ونعمل به على ترويع شق أمة المسلمين وصفهم ووحدتهم، بل ينبغي أن نستصحب أدب الخلاف وفقه الاختلاف، وأن نبحث عن الأوعية المشتركة ونعمل على تعظيم المشتركات، وأن نعمل على محاصرة زوايا الخلاف وأن نتعامل بمقتضى الحكمة، "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالِمنا قدرة."
الإمام الشافعي تلقى العلم عن مالك بن أنس وخالفه في مسائل وصنف كتابا سماه اختلاف مالك والشافعي ومع ذلك كان يقول: "اذا ذكر العلماء فمالِك النجم" و"مالك حجة الله على خلقه" "ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مالِك"
"لولا مالِك وبن عيينة لذهب العلم من الحجاز" ثم ذهبت الشافعي إلى بغداد وتلقى عليه العلم تلميذه أحمد بن حنبل ثم غادر الشافعي بغداد إلى مصر ثم قال عن تلميذه أحمد وقد خالفه في مسائل:
قالوا يزورك أحمد وتزوره
قلت الفضائل لا تفارق منزله
إن زارني فبفضله أو زرته
فلفضله فالفضل في الحالين له
وقال أحمد عن شيخه الشافعي قال لولده عبد الله: "والله يا بني ما بِت ليلة ثلاثين سنة إلا ودعوت فيها للشافعي" قال من هذا الشافعي يا أبت لقد سمعتك تكثر الدعاء له قال يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا والعافية للناس فانظر هل لهاذين من خلف أو منهما عوض ومن يك علم الشافعي إمامه فمرتعه في باحة العلم واسع.
لم يجعلوا الخلاف في الرأي سبيلا إلى تفاني القلوب أو سبيلا إلى الفيون في الخصومة الذي تتقطع معه الأوساط رحم الدعوة ينقطع، وهذا يؤدي إلى الفشل وإلى ذهاب الريح.
اذن نحن نحتاج إلى أن تستصحب هذه الحكمة في مراعاة أدب الخلاف وفي مراعاة حرمة الأخوة وأن لا تتقطع الأوصال بيننا.
ثم أيضاً من مقتضيات الحكمة التي نحتاج إليها أن نقف وقفة مراجعة وتأمل لكسبنا، كسبنا الفكري وكسبنا العلمي أن نراجع النيات والمقاصد ونراجع الهمم والعزائم أن نراجع الخطاب الذي نقدمه للناس وأن نراجع حتى الأشكال والوسائل التي نتعاطى معها، كون الفكر الإسلامي ينطلق من أصول الإسلام ومرجعية الإسلام فهذا لا يعني أنه الإسلام، كسب البشر لا يعني أنه يتنزل في بلاغة وممارسة وأداءً، هذا كله كسب بشري يَرِدُ عليه سائِر العوارض من النقص والقصور... الأمر الذي يقتضي منا المراجعة والوقف. والشافعي كان يقول اجتهادنا صواب يحتمل الخطأ واجتهاد غيرنا خطأ يحتمل الصواب. وقال لما ألّف كتاب الرسالة "هذا الكتاب فيه ما أنا راجع عنه إما في حياتي أو بعد مماتي لأن الله تعالى يقول: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } سورة النساء: 82
اذن نحن محتاجون من تمام مقتضيات هذه الحكمة أن نتوقف وقفة مراجعة لكسبنا الفكري أي أن الخطاب البياني فيه صعودا وهبوطا والخطأ العملي والوسائل والاجتهادات والمواقف وأن نضع هذا على بساط البحث والتداول والتشاور وما كان فيه من خير حمدنا الله على ما وفق وأنعم وهدى وسدد، وما كان فيه من خلل وتجاوز، سألنا الله تعالى أن يقيل عسرتنا ثم اجتهدنا على أن نصوب النيات ونشحن العزائم وننطلق نقلَةً أخرى، هذه أيضا من تمام هذه الحكمة.
من تمام هذه الحكمة أن نعرف أن الأديان التي سبقتنا عاشت في زمان واجهت تحديات وأن اليوم نواجه تحديات غير ذلك التحديات ومطلوب منا أن نقدم لها ما يكافئها من اجتهاد فكري وأن نقدم لها ما يكافئها من رؤية معاصِرة قادرة على أن تتصدى لها لا أن نردد فقط ما هو قديم على الأسئلة الجديدة، كل زمان له رجاله وله أهله وله عماله وله مزارعوه وله صانعوه، وعاش سلفنا وعاش أئمتنا وعاش أعلامنا وعاش دعاتنا وقدموا أفضل ما يملكون لزمانهم وعصرهم ومطلوب منا أن نقدم أفضل ما نملكه لعصرنا وزماننا {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ} البقرة: 134
اذن أن نعيش لعصرنا هذا من تمام الحكمة ومقتضياتها وأن نقدم هداية الدين تأصيلا وتنزيلا من شكل معالجاتْ، هذا أمر أيضا من المطلوبات التي نفقهها.
أيها الإخوة إن هذه الحكمة التي نَدَبَنَا الله تعالى إلى أن نختلف بها ونتلبس بها علما وعملا وحالا وسلوكا هي مما يُنْدبُ إلينا أن نتسابق في حَلبتها وأن نتسارع في ميدانها، تسابقا بالطاعات وَ وُلوجا إلى دائرة العمل الصالح المبارك.
نفعني الله وإياك بالقرآن العظيم وبهدى سيد المرسلين، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيم لشانه وأشهد أن محمد نبينا محمد عبد الله ورسوله والداعي إلى رضوانه اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه وإخوانه.
أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأنصاره وأتباعه إلى يوم الدين وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنا معهم بفضلك وجودكم وكرمك يا أرحم الراحمين.
أسألك اللهم رحمة تهدي بها قلوبنا وتلم شعثنا وتجمع بها كلمتنا وتوحد بها صفنا وتؤلف بها بين قلوبنا وتكبت بها عدونا وتدحر بها شانأنا وتطفئ بها نار الفتن ما ظهر منها وما بطن. أصلح لنا اللهم ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتها التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة من كل خير والموت راحة من كل شر، أسألك اللهم الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم اجمع نفوسنا على الهدى وقلوبنا على التقى ونياتنا على الصدق وألسنتنا على الحق وأحوالنا على العدل والرحمة وعزائمِنا على عمل الخير وخير العمل.
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين وفك أسرى المأسورين، وفك أسرى المأسورين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.