نظمت وحدة الاجتهاد والتجديد ومستقبل الدين التابعة لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة يوم الجمعة 24 جادى الثانية 1443هـ الموافق لـ 28 يناير 2022م محاضرة علمية بعنوان: الإمام البخاري وصحيحه في مواجهة التحديات، ألقاها الدكتور عبد الحفيظ دومر، بحضور رئيسة وحدة الاجتهاد والتجديد الدكتورة مليكة ختيري، والسادة الأساتذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية أعضاء ومنسقي وحدات المركز، منهم الدكتور عمر أجة مسير الجلسة، والدكتور نور الدين قراط، والأستاذ الدكتور محمد الطلحاوي، والدكتور لمفضل المومني...
وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، والكلمة الافتتاحية لرئيس الجلسة التي وضح فيها
السياق العام الذي جاءت فيه المحاضرة، تناولت الدكتورة ختيري الكلمة التي قدمت
فيها ورقة تعريفية بالوحدة، ومشاريعها العلمية وأهدافها...
أما بخصوص المحاضرة فقد استهلها الأستاذ المحاضر
بالتعريف بالإمام البخاري وصحيحة وقيمتهما العلمية، من خلال استحضاره لبعض
المقتطفات من سيرة الإمام البخاري العلمية ورحلاته، وشيوخه... ليخلص إلى منهج
الإمام البخاري في صحيحه من خلال التصنيف والتبويب للجامع الصحيح، والذي اعتبره
الأستاذ الدكتور عبد الحفيظ منهجا خاصا، يحتاج إلى فقه خاص دقيق وعميق لفهمه، والذي ما
زال لم يفهم بعد لدى الكثير من المتكلمين فيه.
وأثناء المحاضرة فرق الأستاذ الكريم بين أصناف
الانتقادات التي وُجهت للإمام البخاري، فهناك الانتقادات العلمية التي وجهها أهل
الصنعة، للإمام البخاري، مثل الإمام الدار قطني الذي تتبع في كتابه
"التتبع" أحاديث الصحيحين، باعتماده لقواعد وأصول المحدثين في نقده
للأحاديث الصحيحين، وفي المقابل أيضاً هناك الانتقادات التي يروجها من لهم مآرب
أخرى غير البحث العلمي الرصين، من غير أهل الصنعة.
ومجمل ما أثاره هذا
النوع الثاني من الشبه حصرها الأستاذ المحاضر في ثلاثة جوانب تتعلق بالآتي:
أولا: أن النسخة التي كتبها البخاري غير موجودة
وقد أوضح الشيخ
أن طرق التحمل والأداء لا تنحصر فقط في الوِجادة، بل الوجادة آخر طرق التحمل
والأداء، وأن البخاري كان يملي من حفظه على تلامذته (سماعاً، وعرضا، ومقابلة) وإن لم
توجد نسخة الإمام البخاري فنسخ تلامذته موجودة، مثل نسخة الفربري، والهروي... وقد قرأ على البخاري جمع غفير من التلاميذ الذين كانوا
يسمعون الصحيح منه ويكتبون الكتاب كاملا، ثم يقابلونه بعد الانتهاء مع نُسخته،
بحيث تكون نُسخهم طبق الأصل لنسخة البخاري.
ثانيا: شبهة رواية البخاري عن الضعفاء
وقد بين الشيخ عبد الحفيظ أن هذه المسألة يعرفها العلماء، فهم يعرفون الضعفاء، ومتى يروي عنهم البخاري، وأهداف هذه الرواية التي يقصد بها السند العالي حين
يكون الحديث معروفا من طرق أخرى صحيحة، كما يروي عنهم في المتابعات والشواهد، دون
غيرها من الأحاديث الغريبة.
ثالثاً: شبهة الأحاديث المنتقدة
أما الشبهة الثالثة التي وقف عندها الأستاذ المحاضر فهي المتعلقة بالأحاديث المنتقدة
عن الإمام البخاري، ومنها حديث المعوذتين، وحديث القردة.
وقد أوضح الشيخ المحاضر علاقة رواة الحديث بالحديثين والفهم السليم لهما، الذي يبرأ الإمام بالبخاري من الانتقادات الموجه له في هذين الحديثين.
وبعد هذه المحاضرة العلمية التي ألقاها الدكتور عبد الحفيظ دومر، فتح السيد مسير الجلسة باب المناقشة، التي انصبت في اتجاه تحليل ومناقشة مضامين المحاضرة، من قبل الحضور الكريم من أساتذة الكلية، وطلبة الماستر والدكتوراه.
بقلم: د. محمد ابجطيط