في إطار المحاضرات والدروس العلمية التي ينظمها مركز مناهل للدراسات والأبحاث وإحياء التراث بمناسبة شهر رمضان المبارك، استضاف المركز فضيلة الأستاذ الدكتورنور الدين قراط أستاذ بكلية الآداب التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، وذلك يوم الاثنين 5 رمضان 1443ه ابتداء من الساعة التاسعة والنصف مساء لإلقاء محاضرة في موضوع " المقاصد العامة للخطاب القرآني".

استهل المحاضر حديثه بتقديم عرج فيه على أهمية تدبر القرآن في حياة الفرد والمجتمع خصوصا في شهر رمضان الكريم، فهو مناسبة يتمكن المسلم فيها من التفرغ للتدبر أكثر من غيرها من المناسبات لما يكون عليه المسلم من سمو روحاني ورقي إيماني.

ثم انتقل المحاضر إلى معالجة المحور الرئيس في المحاضرة وهو المقاصد العامة للقرآن الكريم، وقد فصل القول في أربع منها على النحو الآتي:

أولا: القرآن يغذي الروح: بين المحاضر الكريم أن الإنسان مركب من ثلاث مكونات: الجسم والعقل والروح؛ فإذا كان الجسم يحتاج إلى الغذاء المادي والعقل يحتاج إلى الغذاء العلمي فإن الروح لا يمكن تغذيتها إلا بالقرآن الكريم وغيرها من أعمال البر والصلة كالصلاة والمداومة على ذكر الله، فبذكر الله عز وجل تطمئن القلوب.

ثانيا: القرآن ينير طريق المسلم في شعب الحياة المختلفة: وفي تناوله لهذا المقصد بين أن القرآن ينور القلوب والعقول والبصائر، فكلما أقبل على القرآن استفاد أكثر واستهدى بآيات هذا الكتاب المبين.  واستشهد بمجموعة من الآيات للتأكيد على عناية القرآن بهذا المقصد منها قوله تعالى: (فَالذِينَ ءَامنُوا بهِ وعَزرُوه وَنصَرُوه واتَّبعوا النُّور الذِي أنزل مَعَه أولئك هُم ُالمُفلِحُون) [سورة الأعراف آية 157] وإذا استهدى المؤمن بنور القرآن تجنب الهلاك في الدنيا ونال الفوز في الآخرة.

وتوقف مطولا عند الآية 35 من سورة النور مستخرجا ومستنبطا منها جملة من الهدايات القرآنية ليؤكد أن الإقبال على القرآن ينعكس على سائر الجوارح فينيرها مصداقا لقوله تعالى: (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) [سورة الأنعام آية 123].

وأكد المحاضر أن العلماء عندما تحدثوا عن هذا المقصد النوراني المرتبط بالبصيرة ربطوه بالخوف والخشية؛ وختم الحديث عن هذا المقصد ببيان بعض الآثار المترتبة عنه؛ فذكر منها استقامة السلوك وتصحيح التصور وتوثيق الإيمان في النفوس.

ثالثا: مقصد الهداية: وقسم المحاضر الهداية إلى ثلاثة أنواع هداية عامة وهداية خاصة وهداية أخص؛ وأكد أن المسلم حريص على طلب الهداية سبع عشرة مرة لنفسه وللمسلمين ولغير المسلمين؛ للمنتسبين إلى أمة الإجابة وأمة الدعوة.

رابعا: القرآن شفاء للصدور: وانطلق المحاضر في تناول هذا المقصد من قوله تعالى: (يَا أيُّها النَّاسُ قَد جَاءتْكُم مَّوعِظةُ مِن رَبكُم وَشفَاءُ لما فِي الصُّدُور وَهُدىً ورَحمةُ للمُومنينَ [سورة يونس آية 57]

ويتدخل القرآن أساسا كما بين المحاضر في الجانب الوقائي وهو أمر تفطن له الطب الحديث بناء على جملة من الأبحاث الدقيقة في المجال. كما أكد أن تطبيق منظومة الأحكام الشرعية التكليفية قمين بالقضاء على جملة من العلل والأمراض ومن هنا استنبط العلماء أن "كل مشقة للجسم تجلب التيسير".

وفي ختام المحاضرة دعا المحاضر الكريم إلى اغتنام شهر رمضان للمصالحة مع القرآن الكريم وللتدبر مرة أخرى في المقاصد العامة للقرآن الكريم لتحصيل السعادين في العاجل والآجل، كما دعا بالتوفيق لأعضاء المركز على أنشطتهم المتميزة في خدمة البحث العلمي.

تقرير ذ: محمد السقالي  


    

أحدث أقدم

ميزة جدول التنقل