وكان من الأهداف التي دفعت المؤلف للبحث في هذا الموضوع يقول: "حاولت أن أستجلي نتفا من مواقف الفقهاء في النوازل السياسية، ووقع اختياري على "الونشريسي" رحمه الله، لأنه عاش أنواعا كثيرة جدا من الأحداث والتناقضات السياسية التي تستدعي قوة في الشكيمة وجرأة في الحق، وتمكنا من ناصية العلم والفقه، ولا شك في أن الإمام "الونشريسي" قد استجمع كل هذه الخصائص، مما جعل منه فقيها سياسيا له وزنه وخطره بين كبار الفقهاء...
ولقد حاولت في هذا البحث -ومن خلال نموذج الونشريسي- أن أشير إلى بعض الأمور المهمة التي منها:
- إبراز الوعي السياسي لدى الفقهاء النوازليين، وحنكتهم السياسية.
- إبراز امتزاج ما هو من العقائد، أو العبادات، أو المعاملات، بما هو سياسي أيضا عند الفقهاء في الغرب الإسلامي.
- إبراز مدى ثقة أفراد الرعية بالفقهاء، والرجوع
إليهم في مختلف القضايا التي تشغلهم، بما فيها القضايا السياسية، وهذا يدل على
التلاحم بين الشعوب الإسلامية وفقهائها في حضارتنا الإسلامية.
- جمع قدر مهم من التراث السياسي والتجربة السياسية، كان مدفونا في بطون كتب النوازل في الوقت الذي يصرح فيه البعض بالشح في المشاركة السياسية للفقهاء والمفتين، خصوصا في الغرب الإسلامي، مع أن كتب النوازل المتعددة تحتوي في بطونها على كثير من القضايا السياسية التي قد لا نجدها في الكتب المصنفة لغرض الفقه السياسي ابتداء..."
والمركز إذ يهنئ الباحث الدكتور سعيد على هذا الإصدار فإنه يتمنى له مسيرة علمية موفقة، وأن تعقب إصداره هذا إصدارات أخرى في المستوى العلمي الذي يطمح له ان شاء الله تعالى