نظم مركز مناهل للدراسات والأبحاث وإحياء التراث بشراكة مع مركز العمران
الحضاري للثقافة والعلوم، ومركز اجتهاد للدراسات والتكوين، وجمعية الحكمة للتنمية،
بتعاون وتنسيق مع مجلة المنتقى للدراسات والأبحاث، ودار ركاز للنشر والتوزيع يومه
الثلاثاء 23 يناير 2024م ندوة دولية بعنوان: «العلوم الاجتماعية وخدمة
قضايا الإنسان المعاصر: الرهانات والحدود» بالمركب الاجتماعي بمدينة العروي
ابتداء من الساعة التاسعة صباحا.
وبعد افتتاح الندوة بآيات
بينات من الذكر الحكيم، والاستماع إلى النشيد الوطني، ألقى الدكتور التجاني
بولعوالي من بلجيكا كلمة افتتاحية بالمناسبة، التي أبرز فيها دور العلوم
الاجتماعية في إنقاذ العلوم الإنسانية من صورتها الغارقة في المثالية
والطوباوية والماورائيات... حيث استعرض بعض العلماء الرواد الذين أخذوا على عاتقهم
هذه المهمة، وبعض مظاهر هذا التحول.
بعدها انطلقت أشغال الجلسة العلمية الأولى، بمداخلة الدكتور
محمد السقالي، الذي تناول: تأسيس علم الاجتماع بين السياقين الإسلامي
والغربي، وسؤال أصل المنهج العلمي الاستقرائي؛ الذي يدرس الظواهر
الاجتماعية بعيدا عن التأملات الفلسفية المجردة، هل هو منهج انفرد به الغرب،
أم له جذور وامتدادات في الحضارة الإسلامية؟ واستمر الحديث عن إشكالية المنهج في
العلوم الاجتماعية من قبل الأستاذ عبد الواحد ابجطيط في المداخلة الثانية.
أما المداخلة الثالثة فقد كانت للدكتورة لطيفة الحبيبي شامخ من تونس التي
تناولت تشخيص الأزمة الإنسانيّة الرّاهنة أو مأزق الإنسان المعاصر،
والفروض التي ينبغي النهوض بها في إطار النظام العالمي الجديد، واستمر الحديث في
المداخلة الرابعة، عن محور التشخيص، والحاجة إلى الفلسفة والتأمل في قضايا
الإنسان ومشكلاته من قبل الأستاذ عبد العاطي فنان.
وفي المداخلة الخامسة تناول الدكتور محمد ابجطيط قضية الأجيال
المهاجرة ومشكل تدبير المعتقد الديني ومقتضيات الاندماج، وذلك في
محورين جامعين، انصب الأول على تشخيص بعض المشكلات التي تواجه الأجيال المهاجرة،
وتناول الثاني مقترحات بعض المنطلقات الأساسية من زوايا متعددة لتجاوزها.
قبل الانتقال للجسلة العلمية الثانية، التي ترأسها الدكتور يوسف
الإدريسي، وتمحورت حول ثلاث مداخلات.
كانت المداخلة الأولى: بعنوان: الوصايا الدينية لضبط الانفعالات
النفسية للدكتور عبد الهادي الزريكة، تطرق فيها إلى مفهوم الانفعال
النفسي عند علماء الإسلام، وعلماء النفس حديثاً، وبين تقسيمهم لهذه الانفعالات إلى
سلبية وإيجابية، وأيضاً إلى درجتها وآثارها...وضبط هذه الانفعالات من خلال المنظور
الإسلامي.
أما المداخلة الثانية فكانت بعنوان: رقمنة العلوم الإنسانية
والاجتماعية: الإمكانات والتحديات، للدكتور عبد الحق حنا، الذي تحدث عن أهمية
رقمنة العلوم الإنسانية والاجتماعية، وأثر تحول عالم الرقمنة على الفرد وشخصيته.
وفي المداخلة الأخيرة التي كانت بعنوان: الاتجاهات التربوية في التراث
الإسلامي وبناء الإنسان المسلم حاول للدكتور محمد علي الدراوي الجواب فيها عن
سؤال مركزي، وهو: كيف اسهمت الاتجاهات التربوية في تراثنا الاسلامي في بناء
الانسان المسلم؟
وبعد استراحة شاي انطلقت الجلسة العلمية الثالثة: -التي ترأسها
الأستاذ أشرف لغريسي - بمداخلة الأستاذ محمد بوعنونو التي كانت بعنوان: "العلوم
الشرعية وأثرها في خدمة الإنسان المعاصر: معالم وتجليات" وقد حاول من خلالها
الإجابة عن العديد من التساؤلات من بينها؛ هل العلوم الشرعية تواكب الإنسان
المعاصر رغم تغير الظروف والأحوال؟ وهل ما قدمته لهذا الإنسان ينحصر في تلبية
حاجات الإنسان الدينية أم يتعداه إلى مستويات أخرى؟
بعدها تقدمت الأستاذة فاطمة جهجاه بالورقة البحثية الثانية الموسومة ب "التفسير
الهدائي وأثره في بناء الإنسان المعاصر وحل مشكلاته"، حيث توقفت في مستهل
مداخلتها عند أهمية الهداية باعتبارها الغاية المنشودة من كلام الله تعالى، وإليها
المنتهى في تدبر آياته وفهم معانيه.
تلتها الورقة العلمية الثالثة للأستاذ علي حدوتي بعنوان: "معالم تجديد
الخطاب العقدي المعاصر عند الشيخ يوسف القرضاوي"، حيث أشار في مستهل
مداخلته إلى كون التجديد في علم العقيدة ليس وليد اليوم، وإنما بدأ منذ القرن
الماضي وأن الشيخ القرضاوي كان من أبرز المساهمين في هذا المجال، لينتقل بعده
لتدقيق مفهوم التجديد مشيرا ومنطلقاته وقواعده.
أما المداخلة الرابعة فكانت من إلقاء فضيلة الأستاذ إبراهيم والعيز الموسومة ب
"أصول الفقه ودوره في تدبير المشكلات المعاصرة: ترشيد العمل الدعوي
السياسي مثالا"، حيث افتتح محاضرته بالتنبيه إلى أن علم أصول الفقه لا
تنحصر وظيفته في فهم النصوص واستخلاص الأحكام منها، وإنما تتجاوزه إلى تدبير
مشكلات المسلمين المعاصرة ومن بينها ترشيد العمل الدعوي والسياسي، لينتقل للحديث
عن مداخل ترشيد العمل الدعوي التي أجملها في ثلاثة مداخل أساسية، كما فصل فيها.
وضمن أشغال الجلسة ذاتها ألقى فضيلة الأستاذ بوبكر الكركري مداخلته بعنوان:
"مركزية الأسرة في القصص القرآني ومنهج بنائها"، حيث أشار في
مستهل محاضرته إلى اهتمام الإسلام بالأسرة بدءا من لحظة التفكير في إنشائها إلى
إقامتها وبنائها على المنهج القرآني، ليشرع بعده في الحديث عن أثر القصص القرآني
في البناء الأسري..
وقد اختتمت الجلسة العلمية الثالثة والأخيرة بمداخلة لفضيلة الأستاذ سعد اعريش
بعنوان: "أثر الفقه الإسلامي في خدمة الإنسان وتدبير مشكلاته بين التنظير
والتطبيق"، حيث انطلق من إشكالية مركزية تمحورت حول ما إذا كان الفقه
الإسلامي استطاع أن يعالج مشاكل الناس، أم أن الفقهاء اقتصروا على التنظير دون
التطبيق.
وفي اختتام أشغال الندوة الدولية قامت اللجنة المنظمة بقراءة التوصيات وتوزيع الشواهد على الأساتذة المؤطرين، وعلى الطلبة الباحثين، وكان الختم بالدعاء الصالح من فضيلة الأستاذ نور الدين فرحاوي.