نظم مركز مناهل للدراسات والأبحاث وإحياء التراث يومه الجمعة 29 مارس 2024م الموافق ل- 18 رمضان الأبرك 1445ه، محاضرة علمية بعنوان: القيم الإنسانية المستفادة من غزوة بدر الكبرى.

وذلك بشراكة مع جمعية الحكمة للتنمية والأعمال الخيرية، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف ليلا.
وقد أطرها الدكتور سعيد امختاري، الذي استهل محاضرته بمقدمة أكد فيها على أن غزوة بدر الكبرى من أهم الأحداث الإسلامية التي ينبغي التوقف عندها بفهم ونظرة إسلامية ثاقبة، إذ يجب الوقوف عند هذه الغزوة من قبل المسلمين قبل غيرهم، وذلك من منطلق قراءة تاريخ الإسلام بعيون إسلامية لا بعيون غير المسلمين، إذا ما أردنا الانتفاع بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة.
وأضاف أن الحديث عن غزوة بدر يندرج ضمن النشأة المتوازنة للحضارة الإسلامية التي تجمع بين مكارم الأخلاق والقيم؛ وبين القوة والمنعة والعزم والحزم.
ومما أشار إليه الدكتور سعيد في هذا السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حرص على بناء الإنسان المسلم، فلما التحق بالرفيق الأعلى؛ خلف بعده أمة من علماء وزعماء سياسيين وعسكريين وقضاة وفقهاء وعباد وزهاد...
ثم ذكر أن الدارسين لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم رغم ما اشتهر عنهم من سبب القافلة في الغزوة إلا أنهم ذكروا لها أيضا أسباب أخرى عديدة، من ذلك:
- الأسباب النفسية: حيث إن المشركين كانوا يكنون للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عداء وكرها شديدا مما دفعهم دائما إلى الرغبة في قتلهم والانتقام منهم، لذلك رغم نجاة القافلة إلا انهم صمموا على الحرب وعزموا على تنفيذ مرادهم.
- الأسباب الاجتماعية: إذ رأت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فرق بين الأسر في مكة، بإسلام البعض والتحاقهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، مما اسهم في تشتتهم.
- الأسباب العقدية: ومنها اعتقاد قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سفه أحلامهم وابطل شركهم وعبادتهم للأوثان.
- الأسباب الاقتصادية: فكانوا يرون أن محمدا صلى الله عليه وسلم ووجوده في المدينة سيؤثر على تجارتهم التي تمر من المدينة قاصدة الشام.
- الأسباب السياسية: أنهم كانوا عالمين بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان زعيما يؤسس لدولة إسلامية قوية تنافس زعماءهم.
فكانت هزيمة قريش في غزوة بدر الكبرى فظيعة، وفي المقابل كان انتصار المسلمين عظيما لأنه بني على كل هذه الأسباب وليس بسبب القافلة فقط.
وقد انتقل الدكتور بعد ذلك إلى ذكر القيم المستفادة من غزوة بدر الكبرى، وذكر منها:
- القيمة الأولى: قيمة العزة والقوة والكرامة.
- القيمة الثانية: الطموح والإقدام.
- القيمة الثالثة: التشاور بين القائد والأتباع الذي كان سببا للغلبة والنصر.
- القيمة الرابعة: معاملة الأسرى بين قيمة الإسلام وشبهات المستشرقين.
- القيمة الخامسة: قيمة العلم في معاملة الأسرى، وذلك في طلب النبي صلى الله عليه وسلم من المتعلم الذي لا يملك مالا لفداء نفسه؛ بأن يعلم عشرا من المسلمين الكتابة والقراءة.
- القيمة السادسة: الرحمة بالإنسان وصيانة الكرامة الإنسانية، ويتجلى ذلك في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفن كفار قريش رغم ما فعلوه به حينما كان بمكة.
-القيمة السابعة: العرفان بالجميل، ومن ذلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم بمن خرج مكرها إلى الحرب، وأمر المسلمين بالعفو عن هذه الفئة.
وقد تم ختم هذه المحاضرة بمداخلة لرئيس مركز مناهل للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الذي أثرى فيها الموضوع بإضافات قيمة، ثم تلتها مداخلة لنائب رئيس جمعية الحكمة في السياق ذاته.













أحدث أقدم

ميزة جدول التنقل